
مناورات “حزب الله” تعيد احياء الجدل الداخلي
سعد: هدف الحزب إجبار المعارضة على الاستسلام
شهدت المناورة التي أجراها حزب الله مؤخرًا، بمناسبة الذكرى الثالثة والعشرين لانسحاب إسرائيل من جنوب لبنان، ردود فعل واسعة في لبنان. جاءت هذه المناورة في ظل تصاعد التوترات في المنطقة، وقد أثنى أنصار حزب الله على قوته العسكرية وأعربوا عن اعتزازهم بها.
وفي حين اعتبر أنصار الحزب هذا الاستعراض العسكري على أنه رسالة سياسية موجهة لإسرائيل والمنطقة بشكل عام، وربطوه بالتوترات الحالية في المنطقة وقضية فلسطين، ردت إسرائيل على رسالة الحزب التي أراد نقلها من خلال المناورات بشكل ساخر، معربة عن استعدادها لمواجهة أي تحديات. من جهة أخرى، انتقد معارضو الحزب هذا العرض العسكري، واعتبروه تهديدًا للسيادة الوطنية واستقرار لبنان.
في هذا السياق، أكد مارك سعد، المسؤول في الاعلام الخارجي في حزب القوات اللبنانية، أن هناك تغيرًا في المناخ السياسي والسلوك بين الأفرقاء السياسيين في المنطقة. ومع تطورات الوضع الحالي، يسعى الجميع إلى تعزيز مواقعهم وترسيخ أنفسهم كما هي الحال مع الفريق الذي يعتبر نفسه عضوًا أساسيًا في النظام الإيراني، والذي فوجىء بالتغيّرات الحاصلة في المنطقة من دون علمه.
وأشار سعد، أن مشهد حزب الله وشركائه في استخدام اللعبة الإعلامية لكسب نقاط في الداخل والخارج، أصبح واضحًا. فهم يهدفون إلى إيصال رسالة لجميع الأشخاص المعنيين بالشأن اللبناني بأنهم يسيطرون على صنع القرارات، ويتحكمون في مفاصل الدولة والمؤسسات. ومن خلال هذه المناورة، يحاولون أيضًا توجيه رسالة إلى إسرائيل بأنهم حاضرون ويسيطرون على زمام المعركة.
وأضاف سعد، ما فعله حزب الله هو ضرب صدقية الحكومة الحالية رغم كونه الركن الأساسي فيها، إذ أكد أمام العالم أجمع أن الحكومة الحالية غير قادرة على فعل أي شيء ولا الالتزام بأي شيء ولا تقديم أي تعهد. وقال، “فور عودة الوفد الوزاري الذي وافق على “إعلان جدة”، والذي يشمل البند السادس الداعي بوضوح إلى “الرفض التام لدعم تشكيل الجماعات والميليشيات المسلحة الخارجة عن نطاق مؤسسات الدولة”، نظم حزب الله استعراضًا يمكن وصفه بأنه فولكلوري، مجرداً بذلك الحكومة من علة وجودها”.
وتابع سعد، “على الحكومة معالجة هذه المسألة ودعوة حزب الله الى الالتزام بمسار الانفراجات الاقليمية لأن اكثر ما يلزم اللبنانيين اليوم هو الاستقرار وليس التصعيد ولا العمليات غير المحسوبة التي يمكن ان ترمي البلاد اكثر فأكثر في عقر الهاوية.”
وختم سعد، يجب على حزب الله أن يتعامل مع الآخرين بمرونة وأن يدرك أن الناس لديهم فهم ومعرفة بالقضايا المتعلقة بالبلاد. هذا المشهد المثير للسخرية والاستهزاء ليس له هدف سوى إجبار المعارضة على الاستسلام وتنفيذ رغباته، ولكنه أدى في الواقع إلى توحيد المعارضة وتعزيز الحشد حول رؤية مشتركة لإدارة البلاد.
مزيد من المقالات:نواب لبنانيون يدينون مناورة “حزب الله”