
كان الأجدى اعتقال الأسد بدلاً من الترحيب به
الصحفي السوري أحمد القصير لموقعنا:
قادت الرياض مؤخراً جهوداً هدفت إلى طي صفحة النزاع السوري وإعادتها إلى الجامعة العربية، رغم معارضة دولة قطر التي فضلت عدم الوقوف في وجه الاجماع العربي على إعادة مقعد سوريا في الجامعة العربية لحكومة دمشق.
نتيجة لذلك، شارك الرئيس السوري بشار الأسد، اليوم الجمعة، في القمة العربية التي تنعقد في جدة، وذلك للمرة الأولى منذ العام 2010، بعد جهود دبلوماسية أفضت إلى إعادة دمشق إلى محيطها العربي بعد عزلة استمرّت أكثر من 11 عاماً على خلفية النزاع في سوريا.
ووصل الأسد مساء الخميس إلى السعودية، بدعوة من الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، حيث كان في استقباله في مطار الملك عبد العزيز الدولي، نائب أمير منطقة مكة المكرمة الأمير بدر بن سلطان بن عبد العزيز والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط وأمين محافظة جدة صالح بن علي التركي ومدير شرطة منطقة مكة اللواء صالح الجابري ووكيل المراسم الملكية فهد الصهيل.
وسبقت دعوة الأسد للقمة اجتماعات متعددة بين الحكومة السورية وبعض الدول العربية التي مهدت الطريق لحضور القمة، كان أهمها الاجتماع الذي عقد في العاصمة الأردنية عمان قبل بضعة أسابيع بحضور وزراء خارجية السعودية والأردن ومصر والعراق وسوريا، والذي تم التوافق فيه على ضرورة “إنهاء الأزمة السورية عبر حل سياسي يحفظ وحدة سوريا وتماسكها وسيادتها”، وعلى أنه “بداية للقاءات ستتابع لإجراء محادثات تستهدف الوصول إلى حل الأزمة السورية، ينسجم مع قرار مجلس الأمن 2254، ويعالج جميع تبعات الأزمة الإنسانية والسياسية والأمنية”، بحسب ما جاء في نص البيان الرسمي الذي تلا الاجتماع.
وتعليقاً على مشاركة الأسد في هذه القمة، قال الناشط والصحافي السوري وعضو رابطة الصحافيين السوريين منذ العام 2016 احمد القصير في تصريح لموقع Lebanese Daily، “انه لمن المؤسف ان يحتفل الاشقاء السعوديين والعرب اليوم برجوع الأسد بطريقة استفزازية تستفز اهالي الشهداء والمعتقلين. كنا ننتظر من السعودية ودول الخليج طريقة اخرى للتعامل مع هذا الانسان المجرم، فقد كان الأجدى اعتقاله ومحاسبته على إجرامه بدلاً من إعادة التأهل والترحيب به بين قادة الدول”.
ولفت القصير الى ان “الاسد اليوم هو ما يقوم بفرض شروطه عليهم وليس العكس، والدليل على ذلك قوله انه مع عودة اللاجئين الى سوريا، لكن لا بد من الحديث أولاً عن اعادة الاعمار وهذا دليل على نيته سرقتهم”.
من جهة أخرى، أشار القصير الى ان السعودية تتخوف من مسألة المخدرات القادمة من سوريا، غير ان الدول العربية والخليجية عندما وافقت على استقبال وعودة الأسد الى الجامعة العربية، هي ضمنياً تفاوض تاجر مخدرات، وتقول له بدلاً من ارسال 10 اطنان مخدرات، ارسل طناً واحداً فقط”.
اما في يخص الكلام الذي تحدث عن مبادرة عربية، فيعتقد القصير ان “الأسد استعان بكل مجرمي الارض ليُنفع رئيس اركان سوريا، لذا فهوا لن يقبل بتطبيق القرار 2254 ولن يوافق عليه ويسلمهم سوريا خاصة انه يعلم ان هذا القرار ما هو الا نهايته”.
وتابع: “برأيي بشار الاسد يضحك عليهم، فهو يعلم انه يدخل الى سوريا 57 مليار دولار سنوياً من تجارة المخدرات، لذا اذا لم يدفعوا له اكثر، لن يتوقف عن تجارة المخدرات او تصديرها الى دول العالم والخليج. هذا النظام كاذب وبشهادة مذكرات الأمير بندر في بداية الاحداث في سوريا عندما قال الملك عبدلله لبشار الاسد انه كاذب بعدما ارسلوا له مبلغاً مالياً ضخماً لعمل الإصلاحات، لكنه استخدمها لدعم الجيش والأمن لقمع الثورة السورية في البداية”.