فيصل عبد الساتر: “الولايات المتحدة تهدد النواب”

وسط الشغور الرئاسي الذي يشهده لبنان، وفي ظل الأزمات التي يمر بها البلد والتي تزيد من تعقيد الأوضاع السياسية والاقتصادية المتردية، يعاني المواطنون من انهيارٍ مالي قياسي دفع معظمهم إلى هوة الفقر. ولا يزال الكباش السياسي بين القوى السياسية كافة يشل الحركة في البلاد. وعلى الرغم من المشاورات والاتصالات الداخلية والحركة الدبلوماسية اللافتة، لم تتغير الأوضاع حتى الآن، دون أي نتائج إيجابية تعطي أملًا للبنانيين، ولو كان ضئيلًا. وتتساءل أوساطُ لبنانية عن الذي يجعل انتخاب الرئيس مسألة صعبة في هذه الأزمة الراهنة.

 وفي قراءته للمشهد الرئاسي يقول المحلل السياسي والصحافي فيصل عبد الساتر لموقع Lebanese Daily : “إنّه حتى اللحظة ليس لدى حزب الله مرشح جديد للرئاسة غير فرنجية وهذا الامر متمسك به الثنائي ولا يبدو هناك اي تغيير في هذا الإطار. في المقابل، تتفق المعارضة بما فيها حزب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر على عدم وصول فرنجية او ترشحه لكنهم لم يتفقوا على اسم في المقابل.”

 ويشير عبد الساتر إلى أنّ محاولات حثيثة تجري اليوم لإيجاد مرشح مقابل فرنجية على اعتبار أن المعلومات التي بدأت تتسرب في لبنان تتحدث عن أن مسار الانتخاب الرئاسي سيكون مع منتصف حزيران، غير إن لا شيء مؤكد حتى الساعة. ويذكر أنّ “بعض المعلومات تتحدث عن تهديد الولايات المتحدة بفرض عقوبات على النواب الذين لا يودون الانتخاب او الذهاب الى انتخاب رئيس في هذا الموعد.” لكنّه لا يؤكّد هذه المعلومات، ويضعها في إطار الترويج الصحفي لافتاً الى أن “هذا الطرح غير مقبول إطلاقاً.”

ويضيف عن اختلاف القوات والتيار على المرشح البديل ” هذا سيساهم في عدم إنتاج عملية سياسية كاملة، وبالتالي هنا تتعقد المسألة لأن المعلومات تقول إنّ الوزير باسيل يريد مرشّحًا غير فرنجية لكن مدعومًا أو مقبولاً من حزب الله؛ فيما القوات تريد مرشحاً لا يرضى به حزب الله أو ليس على علاقة جيدة معهم.”

وبحسب عبد الساتر فالأسماء المطروحة اليوم هي جوزيف عون، جهاد ازعور، وسليمان فرنجية ولكن ليس هناك ما يشير الى امكانية اي اتفاق حول أي من هذه الأسماء، مشيراً إلى “أنّ بعض المعلومات تتحدث ان الأسبوع الحالي قد يشهد تحركًا جديدًا في هذا الملف لعلّنا نكون أمام حلّ وسطي بين الكتل الأساسية.”

وفي سؤال حول الاسباب وراء رفض كتلتي التيار والقوات لترشح فرنجية، يعتقد عبد الساتر ان “السبب الأساس لذلك يكمن في عدم حصول الأخير على شعبية مسيحية واسعة، كما أنّ باسيل يعارض وصوله لعدة اسباب اخرى منها هجوم فرنجية المتكرر على رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر اثناء فترة حكم عون.” ويلفت عبد الساتر أنّ “حزب الله لا يحقّ له أن يلزم باسيل بالمرشح الذي يريده ولا العكس، وهذا أمر طبيعي ومنطقي”، مضيفًا أنّ حزب الله قرأ نتائج الانتخابات جيدًا وقدّر ان هذا المجلس منقسم الى درجة كبيرة وبالتالي الحوار هو سيد الأحكام والحلول.

 وحول ترشح ميشال معوض للرئاسة يرى عبد الساتر أنّ “معوض لم يكن مرشّحًا جدّيًّا، إذ يُعتبر بحسب اعترافات الأطراف الأخرى مرشح مقابل ورقة بيضاء”، مشيرًا الى أنّه عندما أعلن الثنائي مرشحهم المرشح لم نسمع من الأطراف الأخرى من هو مرشحهم وقدموا عدد من الاسماء التي لم يتفقوا على اسم بينها حتى الآن.

 أما فيما يتعلق بالمعلومات التي تتحدث عن دخول القطري والسعودي على خط الملف الرئاسي، يوضح عبد الساتر أنّ “السعودي لم يتقدم بأي مرشح وهو على مسافة واحدة من الجميع ولا يتبنى اسم أي مرشح أو يعارضه، لذا فالقطري لن يتجاوز السعودي بترشيح أحد.”في المقابل تتمسك فرنسا بفرنجية في إطار مبادرة شاملة تشمل انتخاب رئيس جمهورية ورئيس حكومة وتشكيل حكومة كاملة، لكن هذا ما قد لا يحصل في ظل معارضة بعض الاطراف لها لا سيما رئيس حزب القوات منير جعجع الذي هاجمها بشكل واضح”.

أمام هذه الوقائع التي أثارها عبد الساتر؛ يبقى الغموض حتى الساعة سيّد الموقف. ويبقى طرفا الصراع كلّ على موقفه. ولكن فيما يبدو أنّ الفريق المعارض قد توصّل إلى توافق لم تتضح بعد معالمه حتى الساعة. يبقى السؤال، هل سيسجّل الخرق المرتقب قبل الموعد الذي حدده دولة الرئيس بري في ١٥ حزيران؟

فرنجية لموقعنا: لن ينجحوا بتشويه صورة والدي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى