
لا معارضة فرنسية لانتخاب فرنجية
لا معارضة فرنسية لانتخاب فرنجية فتواصل الدبلوماسية الفرنسية تحركها تجاه لبنان، سواء عبر زيارات موفديها إلى بيروت أو عبر مساعيها مع الدول المؤثرة فيه لا سيما المملكة العربية السعودية وايران، في وقت تستبعد فيه الدوائر الدبلوماسية والمحلية انتخاب رئيس للجمهورية قبل نهاية العام الحالي وسط ظروف اقليمية ودولية معقدة ومتداخلة مع اجواء محلية فرضت علامات استفهام حيال المرشحين الجديين من بين الاسماء المطروحة ومدى اطالة امد الشغور في الرئاسة الاولى
. وهناك حراك فرنسي نشط تجاه القوى السياسية كافة لانتخاب رئيس لا سيما تجاه حزب الله للوقوف على رأيه. فالأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الذي حدد مواصفات رئيس البلاد واشترط أن لا يطعن المقاومة في ظهرها، لم يقفل باب التفاوض، فلبنان لا ينفصل عن تطورات المنطقة والانسداد في افق الحلول الخارجية، لا بد وان ينتهي ولا يطول، خاصة وان الدول التي تعمل على خط الوساطة سواء بين السعودية وايران او بين ايران والولايات المتحدة لم توقف حراكها رغم التوتر في هذه العلاقات ووقف مسار حوار بغداد.
ما يهم باريس، بحسب المصادر نفسها، انضاج تسوية سياسية في لبنان تبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية وتنتهي في مرحلة مقبلة لن تكون قريبة بمؤتمر حول لبنان. ومن هنا لا ترى فرنسا في انتخاب رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه اي مشكلة، فهو سياسي تقليدي لا يطرح التغيير الجذري في النظام ومتمسك باتفاق الطائف ولن يكون متعذرا عليها اقناع السعودية بهذا الترشيح خاصة وان اسم فرنجية طرح سابقا في لقاء – سعودي – فرنسي ولم يكن هناك من فيتو سعودي مطلق تجاه فرنجية لا يمكن اسقاطه، وإن كانت الرياض تحبذ الوصول الى تسوية تأتي بقائد الجيش العماد جوزاف عون رئيسا للبنان. هذا فضلا عن ان باريس تبدي اقتناعا ان فرنجية يمكن ان يلعب دورا في المستقبل بين الشرق والغرب، فعلاقته جيدة مع الرئيس السوري بشار الاسد والدول العربية والخليجية وليس هناك من ممانعة غربية ضده والقنوات الاميركية ليست مقفلة معه على الاطلاق.
تستند باريس في مقاربتها الى ان فرنجية لا يستفز المكونات السياسية والطائفية في لبنان. فالثنائي الشيعي داعم لترشيحه، والطائفة السنية لا ترفضه، وعلاقته جيدة بتيار المستقبل ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي اعلن هدا الاسبوع ايام انه يتمنى ان يصل فرنجية الى رئاسة الجمهورية، وكذلك الامر بالنسبة الى الطائفة الدرزية. وتجدر الاشارة الى انه عطفا على علاقة فرنجية الممتازة بالحزب الديمقراطي اللبناني، فإن اللقاء الديمقراطي فتح كوة في الجدار الرئاسي عندما اعلن النائب تيمور جنبلاط من بكركي انه “اذا كان لدى الفريق الآخر اي اسم للتوافق، نبحث بالأمر اهلا وسهلا”. ويأتي هذا الموقف الاشتراكي في موازاة مساعي رئيس المجلس النيابي نبيه بري تجاه رئيس التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط لحصول فرنجية على اصوات نواب “اللقاء الديمقراطي” عندما تدق ساعة الحسم، علما ان عينة التينة تنشغل بعيدا عن الاعلام بمعركة ايصال فرنجية الى قصر بعبدا، لتبقى المشكلة عند رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي يجهد حزب الله في اقناعه بأهمية السير بخيار فرنجية الاستراتيجي ويسعى الى ترتيب لقاء بينهما في الايام المقبلة تمهيدا لترتيب العلاقة وفق مصلحة الجميع.
بارودي في جامعة سيدة اللويزة يفند اتفاق الترسيم وآثاره المحتملة على لبنان