
لهذه الأسباب اغتالوا رمزي عيراني
لهذه الأسباب اغتالوا رمزي عيراني – رمزي عيراني إسم تضمّخ بالدّماء في الفترة التي تلت اعتقال قائد حزب القوّات اللبنانيّة. أُعلن استشهاده غدراً في ٢٢ أيّار من العام ٢٠٠٢، بعد أن وجد مقتولا في صندوق سيّارته بعد خطفه واختفائه. كان رمزي عيراني وقتها رئيس دائرة طلاب الجامعة اللبنانيّة. وبعد اعتقال قائد القوّات اللبنانيّة في ٢١ نيسان ١٩٩٤، رفض ذلك الشاب المليء بروح الثورة، أن ينطفئ مشعل القضيّة التي حملها رئيس حزبه. فأخذ المبادرة بنفسه وقرّر قيادة رفاقه في حركة مقاومة سرّيّة، تحت كنف السيّدة ستريدا جعجع، التي قادت الحزب في تلك المرحلة بحكمة من بيتها في منطقة يسوع الملك في كسروان.
ولرمزي عيراني أهميّة كبرى. فأيّ حركة أو حزب يعتقل قائدها وينكّل بشبابها تنطفئ ويخبو وهجها حتّى الزّوال. لكنّ رمزي رفض هذا الواقع وانتفض عليه، وأخذ على عاتقه الكرازة والتبشير بالمبادئ التي حملتها القوّات اللبنانيّة من الحريّة والسيادة والاستقلال إلى تحرير قائدها المعتقل زورًا على خلفيّة تفجير كنيسة سيّدة النّجاة الذي أعدّته الأجهزة الأمنيّة اللبنانيّة السوريّة في تلك المرحلة.
وصارت تكبر هذه الحركة الطلابيّة التي قادها رمزي عيراني إيمانًا منه بأنّ قضيّته يجب أن تبقى حيّة حتّى لو كلّفته حياته. كودر الطلاب في الجامعات، وأمّن لهم ثقافة سياسيّة حزبيّة وطنيّة من خلال سلسلة محاضرات ونشاطات كان يلقيها ويشرف على بعضها بمساعدة العديد من رفاقه. فصار رمزي والطلاب عصب المقاومة السياسيّة السرّيّة تحت إشراف زوجة قائد القوّات اللبنانيّة السيّدة ستريدا جعجع. وهذا ما شكل حرجاً للنظام السوري المسيطر على لبنان.
كما أسّس لمرحلة تكامليّة حيث كمّل مع السيّدة جعجع جمع القوّاتيّين ليوحّدا معًا الصفّ القوّاتي. كما استطاعت السيّدة جعجع في تلك المرحلة أن تؤسّس لوحدة حال قوّاتيّة مع البطريركيّة المارونيّة برئاسة البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، فتمّ رصّ الصفوف في الشارع المسيحي الذي كان في نفق الانهيار في لقاء سياسي أشرفت بكركي عليه بالمباشر، عرف بلقاء قرنة شهوان وكانت القوات متمثلة بالسيدة جعجع في صلبه. كما نجحت القوّات اللبنانيّة في تلك المرحلة بمدّ علاقات وطنيّة مع الزعيم الدرزي وليد جنبلاط ومن يمثّل في لقاء البريستول الذي مهّد بعد خروج الحكيم من المعتقل إلى تأسيس حركة ١٤ آذار في العام ٢٠٠٥ بعد استشهاد رئيس حكومة لبنان، الرئيس رفيق الحريري في ١٤ شباط ٢٠٠٥.
هذه أهميّة الشهيد رمزي عيراني في تلك المرحلة حيث نجح مع رفاقه بالحفاظ على شعلة القوّات اللبنانيّة مضاءة ليكملوا من بعده المسيرة، وصولا إلى تاريخ ٢٦ تمّوز ٢٠٠٥ حيث خرج سمير جعجع من معتقله حرًّا بعدما فضّل أن يعيش ٤١١٤ يومًا حرًّا في مساحة ستّة أمتار على أن يكون معتقلا في مساحة الوطن بعد خروج الجيش السوري من لبنان في ٢٦ نيسان ٢٠٠٥.
إقرأ أيضاً: سيناريوهات سوداء أمام المدارس