كرسي عن كرسي بتفرق

خاص للموقع بقلم سامية فارس

البلد ماشي، الشغل ماشي، ولا يهمك. هذه العبارة الشهيرة المردّدة من قبل الرئيس الراحل رفيق الحريري كانت تمتّ للحقيقة بصلة، لأن آنذاك لم يشهد لبنان جرائد تنتهي حبر قلمها، ومحطات تُطفئ كاميراتها، وأفران من دون ربطة خبز ومواطنين يتجادلون على تنكة البنزين.

واليوم، لبنان يصرخ صرخة واقعية بسبب الغلاء المعيشي، فشوارع عاصمته بيروت تفتقد لأصوات البائعين والمتسوّقين بسبب إقفال أكثرية المتاجر، وأضحت أغلب مدن العالم حتى النامية منها تنعي روح لبنان وتشفق على حاله بعدما كانت تحسده لكونه مفتاح الشرق، ست الدنيا، بلد الأرز وسويسرا الشرق.

أمّا المواطن اللبناني، فأصبح عبداً لطبقة حاكمة تُحاضر بالديمقراطية التي تفتقدها، بالإصلاح الذي تزيّفه وبالأمل الغير موجود ولكن هذه هي حال الكرسيّ السياسية التي لا تأبه لكرسيّ المواطن اللبناني المعتر.

ولكن كرسي عن كرسي بتفرّق … الكرسي السياسية جعلت شعوب أسوأ مدن العالم تشمئز من زيارة لبنان، فهيّا بنا نستعد لإستقبال الإنفجار السّياحيّ.

إذا كان مُتسلّطي الكراسي لا يكترثون لإرتفاع الأسعار بنسبة ١٤٣٪ منذ عام ١٩٩٧، واذا كانوا لا يكترثون لوجود حوالي مليون ونصف لاجئ سوريّ في لبنان، فهل برأيكم سيكترثون ان لبنان يتّجه نحو الافلاس المّالي؟

لا تهلعوا ممّا كتبه حبر قلمي … فهذا جزءٌ من الصرخة الواقعية.

إقرأ المزيد: الحرائق تتسبّب بقطع الإنترنت في بعض مناطق بيروت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى