التيار الوطني يُحرج نفسه مجدداً

في سياق التسابق على موضوع زراعة الشجر والتوظيف السياسي لما تعرّضت له غابات لبنان، لم يتردد التيار الوطني بأن يُحرج نفسه مُجدداً وذلك بالتسرّع في الإعلان عن حملة تبرعات لإعادة تشجير اﻷراضي المحروقة. وفات التيار أن يسأل أصحاب الإختصاص في البيئة عن إمكانية إعادة الزرع بعد الحرائق.

كما فاتهم التالي: إن النار التي تَحرق الغابات تعمل على تقليل الكمية الإجمالية من العناصر الغذائية الموجودة في الموقع وذلك بسبب الأكسدة، والتطاير ونقل الرماد والتآكل وغيرها من الأسباب. فالحرائق الكبيرة كالتي وقعت في لبنان تميل إلى خفض إنتاجية الموقع أو الأحراج التي دمرتها النيران. خاصة عندما تكون قوة النيران عالية جداً. من جهة ثانية يؤدي زوال الغابة تحت تأثير النار إلى إنجراف التربة وإنخفاض خصوبتها ويظهر هذا التأثير بشكل واضح في المناطق الجبلية المنحدرة وتزداد الخطورة مع زيادة الانحدار. وهنا يجب تنفيذ معالجات علمية عدّة قبل الوصول الى إعادة التشجير.

وفي كثير من الأحيان عندما تكون قوة النيران متوسطة تقوم الشجرة على شفاء نفسها بنفسها كالسنديان والصنوبر وذلك بعد حوالي فصلين من حادثة الحريق. وعندها يمكن أن يكون للحريق مفعول إيجابي في نمو متزايد للشجر. فلذلك لا يمكن إعادة زرع أي نوع من الأشجار عشوائياً في أي أرض، بل هنالك عمليات تقييم علمية للحرائق والأرض والتربة وأنواع الشجر وكيفية معالجة ما إحترق جزئياً.

وهنا يسأل خبراء البيئة، هل قام التيار الوطني الحر ووزير البيئة بهذه الخطوة المتسرّعة للتعويض عن ذنوبهم من دون دراستها وحتى من دون التفكير بها؟ أو أن فعلاً ينقص التيار الخبرة في هذا المجال؟ وكيف تقبل وزارة البيئة (ولو من وراء الستار) بالشروع بهكذا حملة من دون التشاور مع الخبراء والمتخصصين؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى