نصف ساعة من ١٣ تشرين ١٩٩٠

وصلت معلومات إلى القيادة العسكرية أن هناك عملية تُحضّر للهجوم على المنطقة وعلى قصر بعبدا. كما علِمت بإقتراب سوريا من مراكز الجيش على الجَبهات. في الساعة السابعة صباحاً بدأت تصِل أخبار عن تحرّك القوات السورية باتجاه المناطق الحرّة وبدء الهجوم. كان واضحًا من خلال الاصوات التي كانت تُسمع انه بدأ أيضاً الطيران السوري بالوصول الى بعبدا، وإستخدمت سبع طائرات سوفيتية من طراز Sukhoi Su-24 في هذه العملية.

بِطلب من الجنرال عون وقتها، إتصل اللواء أبو جمرا بالسفارة الفرنسية مستوضِحاً عن ما يحصل ومُستنكراً الهجوم. في هذه الأثناء حوالي الساعة السابعة والنصف إتصل اللواء إدغار معلوف بالجنرال عون الذي أخبره أن الهجوم بدأ وقصف الطيران السوري القصر الجمهوري، وأعلمه أنه سيتوجه الى السفارة الفرنسية.

عاود اللواء أبو جمرا الإتصال بالجنرال مباشرة بعد إتصاله بالسفير الفرنسي، أي بعد نصف ساعة تقريباً من أول إتصال، فقالوا له أن العماد توجه الى السفارة في موكب عسكري وكانت عائلته لاتزال في إحدى الملاجئ. في الساعة الثامنة والنصف تقريباً إتصل السفير الفرنسي وقتها رينيه آلا بأبو جمرا وأعلمه بوجود العماد عون في السفارة وطلب منه المجيء كي يصدروا بيانًا يعلنوا فيه أن الشرقية أصبحت بعهدة السلطة في المنطقة الغربية. لكن لم يستمع كل القادة في الميدان الى بيان الإستسلام عبر الاذاعات واستمروا بالمقاومة رغم انه طلب منهم العماد عون تنفيذ الأوامر التي يُصدرها العماد اميل لحود الذي سبق وعيّنته حكومة الرئيس سليم الحص في عهد الرئيس الشهيد رينه معوض وبعده خلال عهد الرئيس الياس الهراوي. أما عائلة العماد عون لحقته الى السفارة الفرنسية بعد وساطة من إيلي حبيقة الذي رافقها شخصياً.

فقط عندما دخلت القوات السورية الى قصر بعبدا ووزارة الدفاع في اليرزة توقف إطلاق النار على المنطقة التي اصبحت وللمرة الأولى في تاريخ لبنان تحت سيطرة المُحتل بالكامل. وبدخول الجيش السوري الى وزارة الدفاع، وضعوا أيديهم على الوثائق والمحتويات، وكانت صفحة سوداء في تاريخ لبنان. بينما بقيت مأساة  مسألة المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية الى تاريخ اليوم غير منحلّة.

إقرأ أيضاً: غرّد وليد جنبلاط في ذكرى ١٣ تشرين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى