
كرامة كبار السنّ منتهكة في لبنان في ظلّ غياب ضمان الشيخوخة
تفاقمت الأزمة الإقتصادية في لبنان و دفعت العديد الى السفر أو اللجوء الى طرق أخرى لتأمين لقمة عيشهم. حيث سمعنا في الفترة الأخيرة عن حالات عديدة لأشخاص يُعانوا من صعوبات إقتصادية كبيرة أثرّت عليهم و جعلتهم يُقدِموا على أفعال غير لائقة بهم و بمجتمعهم، و لكن أكثر ما يحزن هو عندما تواجه عجوزاً أرهقته السنوات و خطّ الشيب خطوطه عليه، يجلس في الشارع يبيع موهبة قديمة له أو يتسّول و لو بشكل غير مباشر قروشاً من المارة بُغية أن يُكمل نهاره و يؤمّن لقمته.
تُصادف عند مرورك في منطقة مار مخائيل قرب الجميّزة، و تحديداً مقابل شركة كهرباء لبنان عجوزاً يجلس على الرصيف يعزف على العود للمارة ليُفرحهم بفنّه فيفرحوه ببضعة ليرات عساها تُسنده في بلدٍ ليس فيه ضمان لشيخوخته، و لا عناية يحظى بها أمثاله.
فيعزف و في عيونه ألف حكاية و جسده منهمك و يرتجف من التعب طوال النهار تحت أشعة الشمس اللاذعة برفقة مكينة الأوكسجين التي لم يبرحها للحظة. فبالرغم من ضيق نفسه و مرضه و عجزه، ما من أحد يلتفت إليه لينتشله من روائح النفايات و دخان السيارات المنتشرة في المنطقة و التي من الممكن أن تُسبّب وفاته، في حين من الواضح أنّه يُعاني من حالة مرضية خاصة و مزمنة.
تمرّ بقربه فتشعر بقوانين لبنان البالية التي لا تحترم سنّ أولئك المساكين العجزة الذين لا مُعينَ لهم و لا ضمان و لا حتّى عمل لهم أو لأولادهم كي يعيشوا حياة كريمة. فللأسف وصلنا إلى زمنٍ أصبح المواطن فيه يلجأ إلى أيّ شيء فقط ليعيش، و لا يهمّ كيف يعيش و لا أين فما يهمّ هو تأمينه لرغيف الخبز آخر النهار و نومه تحت سقفٍ يحميه في حين دولته تعجز عن ذلك.
صورة هذا العمّ نتركها في عهدة وزير الشؤون الإجتماعية ريشار قيومجيان كما وزير الصحة جميل جبق، و بيدّ كل الوزارات المعنية و المؤسّسات الإجتماعية اللبنانية.
إقرأ المزيد: الوزير جبق يهب لنجدة قطاع الصحة في العراق