
أردوغان يعاني من إنفصام في الشخصية
إستغرب مراقبون سياسيون خطاب ومواقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التي توحي بأنه فعلاً يعاني من إنفصام في الشخصية. ففي خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويوك إسترسل السلطان التركي العظيم في الكلام عن القضية الفلسطنية مُظهراً صور وخرائط خضراء عن مساحة إسرائيل وفلسطين منذ عام ٤٧ مُتوجهاً للرئيس ترامب ومحذراً من عواقب السياسة الأمريكية ومطالباً بالعدالة الدولية ومُهدداً بالتحرك من ضمن منظمة التعاون الإسلامي وبقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل.
والغريب أنه لم يلّمح أبداً بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة التي كانت أصلا أول من إعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل وهي التي نقلت سفارتها الى القدس. بل على العكس، في مقابلاته التي أجراها على هامش الجمعية العمومية، عندما سُئل عن علاقة تركيا بالنظام الأميركي، أجاب: منذ أن تولى الرئيس ترامب مهامه ونحن نتمتع بعلاقة وثيقة للغاية.
عندها فات أردوغان موضوع القدس وتناساه. وهنا السؤال كيف يمكن تفسير علاقة جيّدة بترامب وبنفس الوقت حمل موضوع القدس في العرض غير أنه إنفصام في الشخصية السياسية للرئيس التركي. كما فاته هجوم أرمكو الإرهابي على المملكة العربية السعودية وأشرع في المدافعة عن إيران.
والجدير بالذكر بأن سبق لشارون أن إستضاف أردوغان في القدس قائلاً له:
أهلا بك في القدس عاصمة الأمة اليهودية وإسرائيل.
وكان وقتها رد أردوغان: تحالف أسلافنا لتحقيق السلام ولأننا أحفاد أجدادنا سنظل متحالفين لتحقيق السلام.
وكان الطيب أول رئيس مسلم يزور قبر هرتزل مؤسس الدولة الإسرائيلية ويضع باقة زهور عليه.
بعد كل هذه التصرفات والأقوال على منبر الأمم المتحدة وغيرها من المنابر، لا يسعنا القول غير أن أردوغان يعاني من إنفصام في الشخصية، مأزوم من دون خطة إستراتيجية واضحة، وان الشعوب العربية لم تعد تصدّق هذه المواقف الفارغة.
إقرأ أيضاً: سيزار المعلوف العهد القوي فشل