زياد بارود خواطر مواطن

كتب زياد بارود على فايسبوك لست من خبراء المال والاقتصاد، وقد بات هؤلاء، كما الخبراء الدستوريون، يفوقون خبراء السير المحترمين عددا. لكنني مواطن يسدّد ضرائبه والرسوم ويقبل بحكم الدولة والقانون، كما مواطنين كثر. مواطن وجد أن الوقت قد حان لجردة حساب بين ما له وما عليه، وبين ما للدولة وما عليها. ليست الغاية من هذه الأسطر توجيه تهمة أو التنصّل من مسؤولية، فكلنا مسؤول. وليست الغاية “فشة خلق” أيضا. الغاية هي فقط عودة إلى ميزان المدفوعات، ولا أقصد به ذاك التعبير الذي لا يفهمه إلا أرباب المال والاقتصاد. قصدت به ميزان ما ندفع بمقابل ما نحصل عليه من خدمات الحد الأدنى: الصحة والتعليم. ففي زمن “القحط”، لا يطالب اللبناني  لا برفاهية الحياة ولا بكمالياتها. مطالباته تكاد تقتصر على البديهيات الحياتية الدنيا، وقد تنازل ربما إلى ما دون الحد الأدنى.

الغريب أنه لم يصرخ بعد. المستغرب أنه لم ينفجر. كأنه مسكون بما يُعرف بـ “متلازمة ستوكهولم”، وهي ظاهرة نفسية تصيب الفرد عندما يتعاطف مع من أساء إليه، أو يظهر بعض علامات الولاء له، كأن يتعاطف المخطوف مع المُختَطِف. المواطن اللبناني لم يُختطف اليوم، بل منذ عقود. أعوام طويلة من الإمساك بمستقبله تحت عنوان المرحلة الصعبة والصراع الإقليمي والضرورات التي تبيح المحظورات وسواها من العناوين الفارغة، كما جيبه. مواطن آدمي إلى حدّ تقبيل اليد التي تمتد إلى عنقه. هذه لم تعد آدمية. هذا أصبح انكسار وحان وقت رفع تلك اليد ورفع ذاك الصوت الخافت… الموت ليس نعساً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى