
إذا كانت النظافة من الإيمان فالشعب اللبناني كافر
-خاص للموقع بقلم إيسامار لطيف
مرّت السنوات و تطورّت العصور و تحضرّت الأجيال و لم يتمكّن الشعب اللبناني من اتّباع الأنظمة و القوانين
مهما كانت. نرمي النفايات على الطرقات و نهدم الثروات البيئية و نقضي على الطبيعة و من ثمّ نطالب بحق
الطبابة و الإستشفاء و إقفال معامل الذوق لأنّها مُضرّة و مُسرطنة! يا له من واقع مُضحك و مُبكي في الوقت
عينه. فكيف لا نُصاب بالسرطان و نتصدّر المراكز الأعلى من حيث نسبة التلوث و الوفيات اذا كنّا نحن من يفتعل
هذه الأعمال و يُشوّه الوجه البيئي للبنان؟
الحق يُقال، للتلوث وجوه عديدة و أخطرها تلك التي تتمثل بشعبٍ لا يأبه لصحته و لا يرأف بمجتمعه. الصور
المُرفقة بالمقالة ما هي إلا جزء من الواقع الممتد على خط صربا-جونية لأفعال البعض منّا الغير أخلاقية، حيث
تبدو الطرقات مليئة بالنفايات و زجاج البلاستيك المرمي من السيارات أو من قبل المارة في المنطقة، فإذا
كانت النظافة من الإيمان فنحن شعب كافر.
-ارتفاع عدد الوفيات بسبب التلوث:
يبلغ عدد الوفيات في لبنان ٨٠٪ تقريباً بحسب منظمة الصحة العالمية، جرّاء التلوث و الإصابة بمرض السرطان
و غيره من الأوبئة القاتلة و الناتجة عن الأذى الذي ألحقناه بالبيئة. و من بين تلك الأعداد يوجد آلاف الأطفال
الذين لا ذنب لهم بأعمال بعض الفئات الغير مسؤولة حيال أزمة النفايات و المطامر.
الخطابات الشعبية و المطالبات بإنشاء مجتمع خالي من الأمراض و التلوث لا يمكن تحقيقها اذا لم يتعامل
الشعب بمؤزارة الدولة، فعلى الرغم من مشاريع تنظيف الطرقات و الشاطئ ما زلنا نعاني من المشكلة
نفسها نتيجة الجهل و اللامبالاة التي يقترفها الكثيرون دون إدراك نتائجها المميتة و الكارثية.
من جهة أخرى، إنّ التلوث البيئي لا ينعكس سلباً فقط على المواطنين بل تصل أبعاده إلى ضرب قطاع
السياحة أيضاً، ممّا يؤثر على واردات الدولة و الإقتصاد، و هذا للأسف ما وصلنا إليه اليوم، فبعدما كان لبنان
يشتهر بطبيعته الغنية و سحر بيئته أصبحنا نُذكر في مُقدمات الأخبار الغربية بسبب أزمة النفايات التي ذاع
صيتها في كل أرجاء العالم و تُرجِمت على أرض الواقع من خلال تراجع عدد السيّاح خلال السنوات الأخيرة.
ختاماً،نضع هذه الصور بتصرّف وزير الأشغال يوسف فنيانوس بإتخاذ التدابير اللازمة قبل فصل الشتاء و الأمطار،
منعاً لزيادة أخطارها على اللبنانيين على الصعيدين الصّحي و البيئي. و لا سيّما وسط الجهود التي تبذلها
الجمعيات و المؤسسات بُغية تجميل صورة لبنان و حماية البيئة كما الحدّ من انتشار الأمراض، آملين أن يدرك
البعض مسؤليته ضمن هذا الإطار.

إقرأ المزيد: نيران مشتعلة و رائحة كريهة تنبعث من شاطئ طبرجا