
حُلم البشير بين الذكرى والوعد
لا يليق بلبنان الكبير سوى البشير
•خاص للموقع بقلم الصحافية إيسامار لطيف
بشير الجميّل ظاهرة لن تتكرّر
يُصادف اليوم ذكرى اغتيال حلم الشعب و سيادة لبنان. إنّه اليوم المشؤوم حيث غُيّبَ القائد الجبّار والرئيس القويّ لترحل معه أحلام لبنان الكبير. في ١٤/٩/١٩٨٢ لم يقتلوا بشير الجميّل و حسب، بل طالت أيديهم كلّ اللبنانيين الذين آمنوا بالإستقلال و حلم البشير. فكيف لنا أن ننسى ذلك القائد والأخ والصديق والأب والزوج المثالي؟! كيف لنا أن ننسى الرئيس المُنقذ القوي الذي لم يهنأ برئاسته و كان الموت أقرب إليه من قصر بعبدا.
رحل البشير تاركاً لنا الحلم و النهج العريق الذي كلّفه حياته لنتبعّه و لنبلغ أهدافنا و لنحقّق سيادتنا من خلاله.
رحل لأن الأرض لم تعد تساعه فكان من نصيب السماء احتوائه، ويا لحظها!
حاصروه، خطفوه، عذّبوه، و اضطهدوه لسنواتٍ لكنّه لم يركع و لم ييأس بل ازداد عزماً وقوةً وفي كلّ مرّة كان يعيد بناء نفسه و ينفض الغُبار عن حذائه و يمضي في سبيل المقاومة و السيادة الوطنية.
في البداية، ظنّوا أنّهم يستطيعون كسره بسهولة فإذْ به من فولاذ صلب، و أكثر ما أغاظهم، كان استمالته قلوب كل اللبنانيين بمختلف طوائفهم ليكون بذلك رئيس الجميع و الأهمّ أنّه كان رئيس الضعيف قبل القوّي. وهذا ما اعتادَ عليه منذ صغره حين كان يُمارس دور القائد على اخوته وأصحابه ويُحصِّل حقوقهم.
عُرِفَ بشير بتواضعه الكبير و قُربه من الشعب، ففي مقابلاته التلفزيونية و خطاباته الشعبية و السياسية، كان يعتمد لغّة التواصل البسيطة و المباشرة أيّ لغة الشعب الذي قدّسه و اعتبره المُخلّص ذو الهِبة اللدنية المُنتظر حسبما اعتبره الدكتور جورج قرم، رغم أنّ الأخير كان من منتقدين حزب الكتائب اللبنانية، غير أنّ حقيقة البشير كانت أصدق و أقوى من كل الإنتماءات السياسية و الآراء الشخصية.
٣٧ عاماً و كلماته تُدرّس في الجامعات و الكتب ،٣٧ عاماً و ما زالت الغصّة نفسها و كأنّهم اغتالوه البارحة!
فلبنان لم يتغيّر لا شكلاً و لا مضموناً، فكان هو بصيص الأمل الوحيد وسط عتمة الخلافات و النزاعات. ربّما إستطاعوا قتله لكنّهم فشلوا في انتزاعه من قلوب اللبنانيين الذين ما زالوا ينتظرون مجيئه الثاني ليُخلص لبنان و يُخرجه من دهاليز الظلام الغارق بها. فلبنان الكبير لا يليق به سوى قائد كبير كالبشير.
فلبناننا جبّار كجبروت رئيسه السابق و حلم البشير ما هو إلاّ ذكرى يوميّة نستعيدها، و وعدٌ قطعناه على أنفسنا لو مهما طال الزمان حتّى أبد الآبدين آمين.
إقرأ المزيد: نديم الجميّل: صار الوقت …