
أنا إيراني
من يسمع كلمات السيد حسن نصرالله لا يمكنه فهمها إلا بطريقة واحدة، وهو يقول بكل وضوح: أنا إيراني.
”إن إمامنا وقائدنا وسيدنا وعزيزنا وحسيننا في هذا الزمان هو سماحة آية الله العظمى الإمام السيد علي الحسيني الخامنئي دام ظله، وإن الجمهورية الإسلامية في إيران هي قلب المحور، وهي مركزه الأساسي، وهي داعمه الأقوى، وهي عنوانه وعنفوانه وقوته وحقيقته وجوهره.“
فبهذه الكلمات ضرب أمين عام حزب الله مفهوم الإنتماء الوطني بعرض الحائط وخلق جدلاً واسعاً في الوسط السياسي والشعبي في لبنان، حتى في الوسط الشيعي. فالإنتماء الوطني لا يمكن تجزئته. إما تكون لبنانياً ولاءك لوطنك الذي يشكل قلب نضالك السياسي، أو تكون مثل أمين عام حزب الله ولاءك لدولة أخرى مثل إيران وتعتبرها هي قلب المحور ومركزه وأساس نضالك السياسي والعسكري.
وأضاف في خطابه في الضاحية الجنوبية لبيروت بمناسبة ذكرى عاشوراء: ”نحن نكرر موقفنا كجزء من محور المقاومة، نحن لسنا على الحياد، ولن نكون على الحياد في معركة الحق والباطل، وفي معركة الحسين ويزيد، والذين يظنون أن الحرب المفترضة إن حصلت ستشكل نهاية محور المقاومة، أقول لهم بقوة وثبات وصدق وإخلاص وعزم وتضحيات هذا المحور، هذه الحرب المفترضة ستشكل نهاية إسرائيل، وستشكل نهاية الهيمنة والوجود الأميركي في منطقتنا.“
وهنا أيضاً إستغرب محللون سياسيون صوابية إشراك كل اللبنانيين عنوة بحرب لا يريدون أن يكونوا جزء منها بالأساس. خاصة وأن الوضع الإقتصادي في لبنان لا يحتمل أي خضّة على الإطلاق. ناهيك عن إعطاء هذه المعركة المفترضة طابعاً طائفياً صرف بوصفها معركة الحسين ويزيد.
من المؤكد أن رئيس الجمهورية اللبنانية العاد ميشال عون لن يردّ على هذا الخطاب ولا وزير الدفاع. فموقفهم اليوم أمام قسم كبير من الشعب اللبناني حرج جداً. وخطاب حليفهم الإستراتيجي لم يُعطهم أي مساحة للمناورة أو للتبرير. حتى حق الدفاع عن الدولة اللبنانية لا ينطبق على هذا الخطاب.
إقرأ أيضاً