ما هي الإستراتجية التي يعتمدها التيار في مهاجمة القوات اللبنانية؟

شهدت الفترة الأخيرة عدة مواجهات بين الحزبين المسيحيين الأكبر في لبنان، فما هي الإستراتجية التي يعتمدها التيار في مهاجمة القوات اللبنانية؟ وماذا يقول متخصصون في علم التواصل السياسي عن هذا الموضوع؟

١- أولاً يستعمل التيار أحداثاً تاريخية قديمة من الحرب اللبنانية ضد القوات، وهذا له نقاط إيجابية بالنسبة للتيار، أهمها أنه يدفع ويجرّ القاعدة القواتية الى الرد في هذا الإتجاه فقط ويشتت الأنظار عن الوضع الحالي وعن الملفات المعيشيّة التي لا يريد التيار ان يتكلم عنها مثل الكهرباء والسلاح غير الشرعي وغيرها. ثانياً، من السهل جداً تحوير أحداث قديمة غير موثّقة حتى اليوم في كتاب تاريخ رسمي ولم تعشها عدة أجيال من الفئات العمرية الشابة )٢٥ سنة وما دون( والتي تشكل قسم كبير من القاعدة الشعبية للحزبين خاصة الفاعلة على مواقع التواصل الإجتماعي.

٢- إتهام القوات بأنها ضد العهد كلما كان لها موقف في ملف ما مغاير لموقف التيار. وهذا أيضاً يشتت القوات ويدفعها لتبرير موقفها من رئيس الجمهورية والعهد بالرغم من أن هذه الحجة )مهاجمة العهد( غير منطقية إذ أن ترشيح القوات للرئيس عون هو ما دفع في إتجاه إنتخابه وإنهاء الفراغ.

٣- التعرّض بالشخصي لرئيس حزب القوات سمير جعجع ونعته بصفات نابية ومهينة وإتهامه بكثير من الأحيان بأمور ليس له علاقة بها. وهنا يراهن التيار على حب وولاء القاعدة الشعبية القواتية لرئيسها ويدفع باتجاه ردة فعل غرائزية تتمثل في مهاجمة الوزير جبران باسيل وتشتيت أنظار القواتيين خاصة الفاعلين على مواقع التواصل الإجتماعي عن الملفات المعيشية حيث تكمن المشكلة الحقيقة مثل إنفلات المعابر غير الشرعية، والتهرّب الضريبي الضخم وملف الكهرباء وإستئجار البواخر وغيرها من الملفات التي تشكل عبئاُ كبيراً على الخزينة اللبنانية.

٤- إستعمال ورقة رئيس الحكومة سعد الحريري الذي يلتقي مع الوزير جبران باسيل في عدة ملفات وفي نفس الوقت يختلف مع القوات في ملفات أخرى وهذا أمر طبيعي حتى في العائلة الواحدة أو الحزب الواحد. فيعمد التيار الى تضخيم هذا الإختلاف وتحويله الى خلاف سياسي. وفي كثير من الأحيان يقع المسقبل في هذا الفخ بسبب إرتبطاته بالوزير باسيل وبسبب حساباته التي يتصدرها إنجاح الحكومة الحالية بأي ثمن.

عدم قدرة التيار على إيجاد نقاط سلبية في تصرّف وزراء القوات وعدم إيجاد ملفات شائكة للقوات يشكّل إحراجاً له ويدفعه لإعتماد هذه الإستراتيجية. فهي تنجح في بعض الأحيان وتفشل حيناً آخر. ومن هنا نلاحظ هجومات التيار المتكررة في الإعلام وعبر مواقع التواصل الإجتماعي والتي تعيد النقاط الأربع مراراً وتكراراً.

المزيد عن لبنان

الحريري عبر شاشة CNBC حزب الله لا يدير الحكومة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى